طالب بورسعيد
في حادث أليم هزّ مدينة بورسعيد وأثار مشاعر الحزن والذهول، فقدت أمٌ ابنها الوحيد، محمد مهران، الطالب في مدرسة الصنايع الميكانيكية، بعد مشاجرة مع أحد زملائه انتهت بجريمة قتل مروّعة. كان محمد، الابن الوحيد بين ثلاث بنات، يستعد للاحتفال بعيد ميلاده الشهر القادم، لكن هذا اليوم تحول إلى مأساة عائلية خيمت عليها أجواء من الألم والصدمة.
تفاصيل الحادث المروّع
في يوم الحادث، استعد محمد للذهاب إلى مدرسته كالمعتاد بعد أن تناول الفطور مع والدته، التي ودعته دون أن تدرك أنه سيكون الوداع الأخير.
وفي أثناء وجوده في المدرسة، نشب خلاف بينه وبين أحد زملائه بالقرب من حمام المدرسة، تطور إلى شجار حاد.
ووسط هذا الخلاف، قام الجاني بإخراج سلاح أبيض كان يخفيه في حقيبته، وطعن محمد في قلبه، مما أدى إلى إصابته بنزيف حاد وفقدانه للوعي.
محاولات لإنقاذ حياة محمد
نُقل محمد على الفور إلى مستشفى الزهور المركزي، حيث حاول الأطباء إنقاذه، لكن إصابته البالغة في القلب كانت مميتة، ليُعلن وفاته هناك.
تلقى والداه الخبر بصدمة شديدة، خاصة والدته التي عبّرت عن ألمها قائلة: "كان ابني الوحيد، وكان عيد ميلاده الشهر القادم. ودّعته وكنت أنتظره ليعود للبيت، لكنني تلقيت خبر وفاته بدلاً من ذلك".
مطالبة بالعدالة والقصاص
والدة محمد، التي كانت تعتمد عليه كداعم لأسرته الصغيرة، خصوصًا أنه كان يعمل مع والده في الكافيتريا على البحر في أيام العطلة، عبّرت عن حزنها الشديد وخسارتها الكبيرة، وطالبت السلطات بالقصاص العادل لمن تسبب بقتل ابنها. وقالت: "محمد كان شابًا طيبًا، لم يكن يفتعل المشاكل، ولم يكن يستحق هذه النهاية المأساوية".
القبض على الجاني بعد فراره
لم تمر 24 ساعة على الواقعة حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على الجاني، الذي كان قد هرب واختبأ في مدينة نصر معتقدًا أنه سيتمكن من الفرار. وبأمر من النيابة، تم القبض عليه وتقديمه للتحقيق، حيث سيواجه تهمًا تتعلق بجريمة القتل العمد.
ردود الفعل المجتمعية على الحادث
أثارت هذه الحادثة المؤلمة حالة من الغضب والاستياء لدى أهالي بورسعيد، الذين طالبوا باتخاذ إجراءات صارمة لحماية الطلاب داخل المدارس وضمان منع دخول أي أسلحة أو أدوات حادة قد تشكل خطرًا على حياتهم.
الحادث أعاد أيضًا فتح نقاشات حول أهمية توفير دعم نفسي واجتماعي للشباب في المراحل الدراسية المختلفة، للحد من حوادث العنف بينهم.
مطالب بالعدالة لروح محمد
تظل أسرة محمد وأصدقاؤه وكل من عرفه يطالبون بتحقيق العدالة، خاصة والدته التي لم تتخيل أن تفقد ابنها الوحيد بهذه الطريقة المؤلمة. وبحزن عميق، تقول: "كان ملاكًا في حياتي، وكان يساعد والده ويعمل بجد، كان يحلم بمستقبل أفضل، ولكن انتهى به الأمر ضحية للغدر". رحم الله محمد وألهم أسرته الصبر والسلوان.